بدأت اليوم في جامعة الدول العربية أعمال الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، برئاسة المغرب، بمشاركة عدد من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال الشؤون البيئية.

وترأس وفد المملكة إلى الدورة وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبد المحسن الفضلي.

في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية قال م. وأكد الفضلي دعم المملكة لإنجاح أعمال هذه الدورة وتنفيذ قراراتها، وتطلعها لتعزيز العمل العربي في مجالات الحفاظ على النظم البيئية والتنوع البيولوجي والحد من التلوث وتدهور الأراضي وآثار المناخ. يتغيرون.

وقال إن رؤية المملكة 2030 أعطت أهمية قصوى لحماية البيئة والموارد الطبيعية كإحدى الركائز الأساسية الثلاثة لتحقيق التنمية المستدامة، وخلال السنوات القليلة الماضية تم اتخاذ خطوات مهمة في هذا المجال تتمثل في اعتماد الإستراتيجية الوطنية للبيئة، والتي تضمنت 64 مبادرة، للارتقاء بكافة المجالات البيئية، وإعادة هيكلة قطاع البيئة من خلال إنشاء صندوق البيئة وخمسة مراكز بيئية متخصصة، واعتماد نظام بيئي جديد يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. وكذلك نظام إدارة نفايات جديد قائم على أسس الاقتصاد الدائري، وقد تمت زيادة مساحة المحميات أربعة أضعاف من (4.3٪) من مساحة المملكة في عام 2016 أكثر من (16) ٪) حاليا.

وأضاف الفضلي اعتماد استراتيجية وطنية للمياه تهدف إلى تعزيز استخدام الموارد المائية المتجددة واستدامة الموارد المائية غير المتجددة، واستراتيجية وطنية للأمن الغذائي تهدف إلى تقليل الفاقد والهدر بنسبة 50٪ بحلول عام 2030، بالإضافة إلى العديد من الخطط والمبادرات الهادفة إلى تعزيز استدامة البيئة والموارد الطبيعية وجودة الحياة، والتي توجت بالمبادرة الخضراء السعودية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء – حفظه الله. حمايته – ومن خلالها حددت مجموعة من الأهداف الطموحة في مجالات البيئة والطاقة، والتي تضمنت زراعة 10 مليارات شجرة في المملكة خلال العقود القادمة، أي ما يعادل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ورفع نسبة المناطق المحمية إلى 30٪، ومعدل تحويل النفايات البلدية الصلبة من مكبات النفايات إلى 94٪ بحلول عام 2035، ونسبة الطاقة المتجددة. تحويل 50٪ من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، ومضاعفة المساهمات الوطنية الطوعية لتقليل الغازات. الدفيئة المسببة للتغير المناخي ووصولها إلى الصفر الكربوني عام 2060 م إن شاء الله.

وأشار معالي وزير البيئة والمياه والزراعة إلى أن المملكة تشارك بفعالية على المستوى الدولي في المناقشات والاتفاقيات العالمية لمواجهة التحديات البيئية مثل قضايا الحد من تدهور الأراضي وآثار تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، موضحا أن عملت السعودية خلال مشاركتها في اجتماعات مجموعة العشرين في السنوات الماضية على الجهود الماضية لتعزيز دورها والدول العربية والنامية لمواجهة القضايا الدولية المشتركة والمساهمة في حماية كوكب الأرض، وهي من أهم النتائج. من اجتماعات مجموعة العشرين – التي عقدت في المملكة عام 2023 م – تم تضمينها في بيان اجتماع قادة المجموعة، والذي أكد التطلع إلى الحد من تدهور الأراضي في العالم طواعية بنسبة 50٪ بحلول عام 2040 م – بإذن الله – كما أطلقت المملكة مبادرتين “المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي أ و تعزيز حفظ الموائل الأرضية “و” المنبر العالمي لتسريع البحث والتطوير في مجال الشعاب المرجانية العالمية “.

ولفت سعادته إلى أن المملكة تعمل حاليا بالتعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وخارجها والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم تنفيذ المبادرتين على الصعيدين المحلي والعالمي. ونتطلع إلى انضمام ومشاركة الدول العربية في تنفيذ هاتين المبادرتين وتحقيق أهدافهما.

وأوضح أن المملكة شاركت بشكل فاعل خلال هذا العام في الأحداث الدولية، ومنها المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي عقد في جمهورية كوت ديفوار في مايو الماضي، وتم خلاله الموافقة على المملكة. لاستضافة المؤتمر السادس عشر للأطراف في عام 2024، والدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، والتي كان من أهم قراراتها “إنشاء لجنة دولية لإعداد صك ملزم لإنهاء التلوث البلاستيكي”، ونحن دعوة الدول العربية لتوحيد مواقفها في اجتماعات تلك اللجنة من أجل تحقيق الإدارة السليمة للنفايات، بما في ذلك النفايات البلاستيكية، دون المساس بالمصالح الوطنية للدول، بما يضمن التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية والرفاهية. . اجتماعي.

على الصعيد الإقليمي، أشاد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة باستضافة المملكة لقمة الشرق الأوسط الأخضر الأولى، التي عقدت في أكتوبر من العام الماضي، والتي شارك فيها قادة وممثلون من نحو ثلاثين دولة، أعلن خلالها. الأهداف الطموحة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهي إطار فريد لتعزيز التعاون بين دول المنطقة. تطوير منهجيات وآليات واضحة المعالم لمواجهة العديد من التحديات البيئية الإقليمية، والمساهمة في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وفي مقدمتها تغير المناخ، وتدهور الأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي، وتعزيز التكيف مع تغير المناخ، ودعم الأمن الغذائي والرفاه الاجتماعي.

وأشار إلى الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في 26 أكتوبر في الرياض. اعتماد وثيقة وحوكمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ودعوة جميع الوزراء المعنيين بالبيئة لحضور الاجتماع الوزاري الذي تم إرسال الدعوات إليه بالفعل، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تفعيل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

أعرب وزير البيئة والمياه والزراعة عن تقديره وشكره لجميع الدول والمنظمات التي ساهمت في صياغة وثيقة الحوكمة من خلال اجتماعات ثنائية وورشة عمل متعددة الأطراف شاركت فيها ثمانية عشر دولة عربية وآسيوية وأفريقية، بالإضافة إلى العديد من الدول ذات الصلة. منظمات دولية؛ – إعداد النسخة النهائية لوثيقة وحوكمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي ستعرض على الاجتماع الوزاري المقبل تمهيداً لعرضها على قمة الشرق الأوسط الأخضر التي ستستضيفها مصر في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل.

وأشار إلى أن حكومة السعودية، في ضوء الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والبيئية للبحر الأحمر في المنطقة، تؤكد على ضرورة تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات وقائية استباقية لمنع حدوث أضرار جسيمة. حادثة الناقلة العائمة “صافر” التي لم يتم تقييم حالتها أو صيانتها منذ عام 2015، بسبب رفض الميليشيات. حركة الحوثي، التي نتج عنها تدهور خطير في وضع الخزان العائم، وهو ما قد ينذر بأكبر كارثة بيئية واقتصادية في المنطقة في حال تسرب النفط من الخزان العائم أو نشوب حريق -لا قدر الله-.

وشدد سعادته على أهمية تنفيذ القرارات المتخذة بهذا الشأن في الدورة الاستثنائية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة التي انعقدت فعليا في سبتمبر 2023، ودعا الأمم المتحدة إلى الإسراع في استكمال خطة تفريغ العائمة. صهريج تخزين “أكثر أمانا” للنفط لضمان التشغيل الآمن. .

وقال معالي وزير البيئة والمياه والزراعة إن المنطقة ستكون في دائرة الضوء في السنوات القادمة لأنها ستقود العمل الدولي لمواجهة أهم التحديات البيئية، حيث تستضيف مصر المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة العام المقبل الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر. السعودية، المؤتمر السادس عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر عام 2024 م، الأمر الذي يتطلب تعاونًا عربيًا والعمل معًا لدعم هذه الفعاليات والنجاح في تنظيمها.

واختتم معالي وزير البيئة والمياه والزراعة كلمته بتقديم الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذا الاجتماع، متمنيا له تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكدا استمرار دعم وتعزيز التكامل بين بلدينا، وبذل كل الجهود لحماية. والحفاظ على البيئة.