أقيمت ندوة “ماستر كلاس” للاحتفاء بالفنان محمود حميدة الذي يحمل اسمه في الدورة الثامنة والثلاثين من “مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط”، تقديراً لدوره في النهوض بفن التمثيل طوال مسيرته الفنية.

وشهدت “ماستر كلاس” حضورا كبيرا، حيث امتلأت القاعة وبدأ عرض فيلم قصير عن مسيرة محمود حميدة الفنية، من بين أهم مقابلاته وأعماله التلفزيونية، وتعامله مع يوسف شاهين.

كشفت حميدة لأول مرة عن العديد من أسرار أعمالها الفنية قائلة “عندما فكرت في تقديم” ماستر كلاس “قررت أن أقدم له دور فريق العمل ككل وليس الممثل فقط. في هذا في السياق، أتذكر موقفًا تعرضت له في فيلم “الباشا” الذي شارك في “مهرجان” مهرجان الإسكندرية السينمائي والذي فزت عنه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الإسكندرية، وكان هناك ناقد مشهور أراد إثارة الجدل بيني وبين هيئة المحلفين، يعني أن الممثل لا يستطيع تقديم الشخصية وسط عوامل داعمة مثل الزخرفة والملابس وغيرها “.

وأوضح حميدة أن هذا الموقف الصعب الذي تعرض له في فيلم “الباشا” مع أحمد زكي، علم منه أن فريق العمل ككل واحد.

وروى حميدة حالة أخرى تعرضت لها أثناء تصوير فيلم “الغرق” بطولة نبيلة عبيد والفنان الكبير محمد توفيق قائلة ذات مرة كنا نتناول العشاء مع مخرج الفيلم محمد خان. سأله خان هذا السؤال ثم سألني، وكانت إجابتي أنني سأحتفظ بالرسم البياني الخاص بي داخل العمل، وبدأت أفكر كأحد أعضاء العمل في كيفية صنع لقطة جميلة للفيلم مع زملائي.

وأشار إلى أنه حريص دائمًا على أن تكون له علاقة جيدة مع صناع العمل، ويسعى للتواصل المستمر معهم، لأن الفن ليس مجرد تمثيل، فهناك الكثير ممن يتغاضون عن هذه العلاقات، وتعلمت أيضًا أن أسأل عن أي شيء يجب أن يكون. على دراية تامة بجميع وظائف صناع العمل.

كما تطرق حميدة إلى علاقته بالمونتاج قائلاً “علاقتي بالمونتاج هي من خلال المخرج. فالتحرير يمكن أن يغير الفيلم ويقدم شيئاً غير ما تم تصويره، وفي النهاية يكون الفيلم هو رؤية المخرج”.

وعن الاختلاف بين التمثيل في السينما والمسرح، قالت حميدة “المسرح يحتاج إلى الممثل أن يكون صادقًا تمامًا لفترة معينة من الزمن.

وتحدث عن درس علمه له المخرج حسين كمال الذي تعاون معه في فيلم “المساتل” قائلا “كنت في أول أيامي وكنت أدخل المكان. في نهاية المشهد الأخير في الفيلم، سألني وجلست معه في غرفته وكان عنيفًا جدًا وعلمني أن الفن ليس مجرد تمثيل، وأن الفنان يجب أن يقيم علاقات اجتماعية مع زملائه داخل الغرفة. الموقع وتلقي المعلومات بتواضع، وهذا درس لم أنساه طوال حياتي المهنية.

في سؤال طرحته الفنانة سلوى محمد علي إلى أي مدى يضحي الفنان بنفسه ويؤذي نفسه من أجل الحصول على الدور الذي يجسده بأفضل شرح طريقة ممكنة، قالت حميدة “الممثل مستمر في العطاء والتضحية إلى أقصى حد”. بالقدر الذي يمكن تحمله حتى نهاية حياته. في فيلم “جنة الشياطين” كان علي أن أقوم بخلع اثنين من أسناني الأمامية حتى تقدمت للدور، وظلت أعاني من ذلك لفترة طويلة بسبب حقيقة أن فكي الأمامي لم يفعل ذلك. العودة إلى طبيعتها بعد قلع الأسنان “.

أكد محمود حميدة أن الإخلاص في الفن والعمل الذي يقدمه هو أسلوب حياته، وأنه عندما يقدم دورًا فإنه يتجاهل تمامًا أي مطالب شخصية عند قبوله، معترفًا بأن هناك أعمالًا ربما لم تحقق النجاح، و هذا موجود في طريق أي فنان.